فهرس الكتاب
الصفحة 100 من 332

الأحاديث، ونسكت لما أنكر عليكم أحد. إنما حمكم إياها على الظاهر قبيح، فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس منه، فلقد كسبتم هذا المذهب شيئا قبيحا حتى لا يقال عن حنبلي إلا مجسم، ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية، وقد علمتم أن صاحب المذهب قد أجاز لعنه، وقد كان أبو محمد التميمي يقول: في بعض أئمتكم وهو [القاضي أبو يعلى] لقد شان المذهب شيئا قبيحا لا يغسل إلى يوم القيامة )) . اهـ.

(سبب رد ابن الجوزي رحمه الله على الثلاثة الحنابلة المجسمة)

قال ابن الجوزي: وقد وقع غلط المصنفين الذين ذكرتهم [الوراق والفراء والزغواني] في سبعة أوجه.

[أولاها] أنهم سموا الأخبار أخبار صفات، وإنما هي إضافات وليس كل مضاف صفة فإنه قال تعالى:

{وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر: 29] .

وهي صفة تمسى روحا. فقد ابتدع من سمى المضاف صفة (وهذا الكلام موجه لصاحب العقائد السلفية) .

[ثانيا] أنهم قالوا: هذه الأحاديث من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ثم قالوا نحملها على ظواهرها. فوا عجبا مالا يعلمه إلا الله تعالى!! أي ظاهر له؟ وهل ظاهر الاستواء إلا القعود، وظاهر النزول إلا الانتقال؟

[الثالث] أنهم أثبوا لله سبحانه وتعالى صفات، وصفات الحق جل جلاله لا تثبت إلا بما ثبتت به الذات من الأدلة القطعية.

[الرابع] أنهم لم يفرقوا في الإثبات بين خبر مشهور كقوله عليه الصلاة والسلام،

(( ينزل تعالى إلى السماء الدنيا ) ).

وبين حديث:

(( رأيت ربي في أحسن صورة ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام