فهرس الكتاب
الصفحة 60 من 332

مخلوقاً، وأن يكون حشواً في الكلام، وفي سنن أبي داود عنه صلى اللَّه عليه وسلم إذا دخل المسجد قال:"أعوذُ باللَّه العظيم، وبوجههِ الكريم، وسلطانهِ القَديمِ، منَ الشيَّطانِ الرجيمِ"

ثم خَلَصَ إلى النتيجة بقوله:"فتأمل كيف قرن في الاستعاذة بين استعاذته بالذات، وبين استعاذته بالوجه الكريم، وهذا صريح في إِبطال من قال إِنه [أي الوجه] الذات لنفسها، وقول من قال: إِنه مخلوق". أهـ.

وهكذا أثبت الرجل بهذه الفلسفة، أن اللَّه وجهاً زائداً على الذات الإِلهية، وحينما تقرأ كتابه المذكور [العقائد السلفية ... ] تراه تبع ابن القيّم في بحث الصفات، وأثبت أنها صفاتٌ موصوفٌ بها حقيقة كاليد، والأصابع، والعين الخ .. ، فأهل السنة والجماعة يؤلّون اليد (بالقدرة) والأصابع [بالقدرة والإِرادة] والعين [بالحفظ والرعاية والرؤيا] وهو يُكذب جميع هذا، فبعد أن يورد الأحاديث والآيات التي فيها ذكر اليد، يقول:"ما هو الدليل الصارف عن الحقيقة؟"ثم أورد حديثاً.

"إِنَّ اللَّه لم يخلقْ بيدهِ إِلاّ ثلاثاً، خلقَ آدمَ بيدهِ، وغرسَ جنّةَ عدن بيدهِ، وكتبَ التَّوراة بيدهِ".

وهكذا في جميع الصفات، يبرهن أنها صفات ذات لا أفعال. وإِليك الآن عرض أقوال بعض أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع.

(الضحاك وأبو عبيدة ومجاهد)

أوّل الضحاك وأبو عبيدة قوله تعالى:

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .

أي إلا هو، وأوله مجاهد: بعلم العلماء، وسيأتي هذا في بحث التأويل، إن شاء الله تعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام