المثال الأول: (في نزول الله تعالى)
قال أحمد بن حجر في كتاب (العقائد السلفية جـ 1 - ص 78) تحت عنوان [صفة المجيء للفصل والقضاء] (( ومن تلك الصفات إتيانه للفصل والقضاء بين العباد يوم القيامة، والدليل على ذلك.
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة: 210] .
وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [الأنعام: 158] أي لقبض أرواحهم {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} [الأنعام: 158] ، أي يوم القيامة لفصل القضاء .... )) .
قال العلامة ابن جرير-حيث ذكر إتيان الملائكة-وهو محتمل إتيانهم لقبض الأرواح ... وإما إتيان الرب، وهو يوم القيامة لفصل القضاء )) وقال تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 21، 22] وقال: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} [الفرقان: 25] .
تنزل الملائكة إلى الأرض فيحيطون بالخلائق في مقام الحشر، ثم يجيء الرب لفصل القضاء، فقد أفادت الآيات اثبات المجيء والنزول، والإتيان لله كما يليق بجلاله وعظمته وهذه من صفاته سبحانه الفعلية )) . اهـ.
ثم قال: (( وأول الخلف مجيئه بمجيء أمره، ونزوله بنزول أمره، أو بعض ملائكته ونحو ذلك من التأويلات الفاسدة ) ). اهـ.
(قلت) : أظن مام ذكره الشيخ كلكم موافقون عله؟ وأنه يجب أن يحمل المجيء والنزول على ظاهره حسب عقيدته إلا أنه كما يليق بجلاله وعظمته، فالمقصود من كلامه هذا، والمفهوم نا جميعا، أنه سينزل من أعلى إلى أسفل، لكن كما يليق بجلاله، ويقال عليه: إن النزول لغة: استعمل في اللغة العربية لمعان خمسة مختلفة.