تذكر دائما قول الكوثر الذي ذكره في (مقالاته ص 64) وهو كيف نعلم الحديث الضعيف؟ قال: (( هو النظر ف سنده فإن كان فيه كاذب، أو متهم فهو ضعيف متروك، فلا يؤخذ به أصلا ) ).
وقال ابن خزيمة: في (كتابه التوحيد واثبات صفات الرب) : حدثنا ابن أحمد سنان الواسطي قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد-يعني ابن سلمة- عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: ما بين كل سماء إلى الأخرى مسيرة خمسمائة عام وما بني السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام، والعرش على الماء والله على العرش ويعلم أعمالكم )) .
(قلت) : هذا الأثر ضعيف، وسبب ضعفه حماد ابن سلمة، جاء في (تهذيب التهذيب) : وقال الدولابي: ثنا محمد شجاع البلخي، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال: (( كان حماد بن سلمة لا يعترف بهذه الأحاديث التي في الصفات، حتى خرج مرة إلى عبدان فجاء وهو يرويها، فسمعت عباد بن صهيب يقول: إن حمادا كان لا يحفظ، وكانوا يقولون غنها دست في كتبهن وقد قيل إن ابن أبي العو جاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه الخ ... ما ذكره ابن حجر فيه.
[إذن فاضرب به عرض الحائط] .
وهكذا يمكنك بالرجوع إلى كتب التعديل والجرح، ومعرفة أسماء الرجال أن تبرهن أن أكثر ما في كتاب [التوحيد واثبات صفات الرب] ضعيفة أو موضوعة أو منكرة.
ورد في ابن الأثير: حينما استفحل أمر البربهارية المجسمة في بغداد (323 هـ) أصدر (الراضي) مرسوما في حقهم يقول في: (( تارة تزعمون أن صورة وجوهكم