(قلتُ) لعلّ من يعتقد بالجهة لله تعالى - والعياذ باللَّه يقول إِنّ أهل السنة والجماعة ينكرون صفة العلو لله تعالى. حاشا وكلا، إِن أهل السنة والجماعة يُثبتون العلو لله تعالى، ولكنه علو منزه عن التشبيه والتحديد والكيف والمكان، والجهة، إِنه علو يليق به جل جلاله، ولا يعلم قدره أحد ما، وهذا العلو هو المشار إِليه في تسبيح السجود"سُبحان ربي الأعلى"والمشار إِليه أيضاً في قول علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه حيث قال:"إِن اللَّه قريبٌ في بُعده بعيدٌ في قربه، فوق كُلّ شيء ولا يقال شيء تحته، وتحت كل شيء، ولا يقال شيء فوقه". فعلو الحق سبحانه وتعالى لا يشبه علو المخلوقين مطلقاً لأن علو المخلوق مهما كان لا يخرج عن التحديد والتشبيه، والكيف والجهة، فالعلو الذي نفاه أهل السنة والجماعة، هو العلو الحادث المشبه، المكيف المحدود وهو عين العلو الذي أثْبته المشبهة، في حق المولى سبحانه وتعالى، تعالى اللَّه عن ذلك علواً كبيراً.
قال القسطلاني في البخاري في قوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر: 10] أي إلى محل القبول والرضا، وكل ما اتصف بالقبول، وصف بالرفعة والصعود )) اهـ
وقال البيهقي: (( صعود الكلم الطيب عبارة عن القبول ) )اهـ
وهكذا جميع المفسرين على هذا المنوال، فلا حاجة لذكر اقوالهم، وضياع الوقت في مطالعتها، وصرف المال في طباعتها.