أنهم كانوا يحملونها على مجازاتها اللغوية، وكيف يستطاع حمل اللفظ على ظاهره من مثل قول تعالى في سفينة نوح عليه السلام.
(( تجري بأعيننا ) )
لذا كان لا بد من صرف اللفظ عن معناه الذي ورد به إلى معنى آخر يفهم المعنى المراد، أي تجري بمرأى منا، أي محفوظة بقدرتنا، وهل فهم الصحابة أن اليد التي كانت ايادي الصحابة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة كما في قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] .
هي يد حقيقة لله تعالى، أم صرفوا اللفظ إلى معنى سلكانه وقدرته؟ لا شك أنهم صرفوا اللفظ إلى معناه المجازي، وبذا يكون معنى يد الله في القرآن الكريم حيثما كانت سلكانه وقدرته، ويجب أن يفسر خلق اليد بها كما في قوله تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} [يس: 71]
أي خلقها بقدرته، وهذا مما يدل على أن الصحابة كانوا يفهمون من إطلاق هذه الألفاظ معناها المجازي، لا الحقيقي، ولا التفات لما ذكره ابن تيمية البتة.
ذكر أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي المتوفي سنة (597 هـ) في كتابه (دفع شبه التشبيه والرد على المجسمة ممن ينتحل مذهب الإمام أحمد ص 5) قوله (( ورأيت من أصحابنا من تكلم الأصول بما لا يصلح، وانتدب للتصنيف ثلاثة أبو عبد الله بن حامد [المشهور بالوراق] وصاحبه القاضي أبو يعلي [المشهور بالفراء] وابن الزغوان فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب [أي مذهب