(قلتُ) وبما أنّ الأرض كروية فالفوقية لا تعني جهة محددة وإنّما تعني أن جميع الجهات فوق، فما هو فوق بالنسبة لنا هو تحت بالنسبة لغيرنا، وما هو تحت بالنسبة لنا هو فوق بالنسبة لغيرنا من كوكب الأرض وفي هذا نخلص إِلى التوفيق بين جميع المسلمين ولا نقع في تكفير مجموعات منهم سيما وأن الحقائق العلمية الكونية أثبتت كروية الأرض، والمعنى اللغوي للسماء كلّ ما علاك فأظلك فهو سماء وعليه فإِن السماء تشمل جميع الجهات أفادنا به (شيخنا هشام عبد الحي حفظه اللَّه، وأدام بقاءه أمين) .
قال أحمد بن حجر آل بوطامي في كتابه: (العقائد السلفية) (( ومن تلك الصفات، صفات الوجه لقوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]
قال: أثبتها السلف الأبرار من غير تكييف، وقال: وهذا مذهب الأئمة، وبه قال الحنفية والحنابلة وكثير من الشافعية وغيرهم، لأن مذهب أولئك الأبرار إجراء الصفات عاى ظاهرها، مع نفي الكيفية والتشبيه عنها محتجين بأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فإذا كان إثبات الذات، إثبات وجوده لا إثبات تكييف فكذلك إثبات الصفات )) . اهـ