فهرس الكتاب
الصفحة 83 من 332

7 -وفي القرطبي (( والسماء بنيناها بأيد ) )بقوة وقدرة، قاله ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، ومثل ذلك في الطبري (( وهكذا قال مجاهد ) ).

…وسيأتيك المزيد من تأويل الأئمة وعلى الأخص في بحث السلف والخف-إن شاء الله تعالى-ويقال: هنا أيضا، فغذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام فسر الاتواء بالاستيلاء فهذا هو التأويل بعينه، وقد علمت أن السلف الصالح وعلى رأسهم حبر هذه الأمة عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قد أول كثيرا من الصفات، وهو أحق بالتأول من كافة الأمة لاختصاصه به بفضل دعاء الرسول له بالتأويل بقوله: (( اللهم علمه الحكمة. اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) )وبذا يعلم أن التأويل ليس مذموما إذ لو كان كذلك لما دعا الرسول عليه الصلاة والسلام لابن عنه به، بل دعا له بما ينال به أجر المجتهدين، ومن أجل هذا رأت الأمة اقتفاء أثر السلف الصالح في التأويل في كل لفظ يوهم ظاهره التجسيم، وهنا تعود بنا الذاكرة إلى أول البحث إذ قال المرحوم الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) في حق أهل التأويل، هم أهل بدع وضلال وجهالة، ولا يحق لنا أن نذكره إلا بما هو حسن لقوله عليه الصلاة والسلام:

(( اذكرو محاسن موتاكم ) ).

فعلى رأيه المتقدم، يكون الصحابة الكرام المتأولين ما وصف، وحاشاهم الله من البدع والضلال وهم خيرة الله بعد أنبيائه. وسنقف على تأويل كثير من الصفات قال بها خيرة أعلام الأمة الإسلامية، من المفسرين، والمحدثين والفقهاء، والأصوليين، وإليك طرفا منها في هذه المسائل.

(المسألة الألى صفة المجيء والذهاب لله تعالى والتأويل)

قال تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [البقرة: 210] وقال تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22]

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام