فهرس الكتاب
الصفحة 32 من 332

وروي عن سفيان الثوري، والأوازعي، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبدّ اللَّه بن المبارك، وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة"إِقرؤها كما جاءت بلا كيف".

وقال الإِمام الرازي:"إِنه لا يمكن حمل قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} . على الجلوس، والاستقرار، وثقل المكان والحيز، وعند هذا حصل للعلماء الراسخين مذهباً: القطعُ بكونه تعالى متعالياً عن المكان والجهة، ولا نخوضُ في تأويلها على التّفصيل، بل نفّوض علمها إلى اللَّه تعالى، وهو الذي قررناه في تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّه وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} "

(قلتُ) : وهذا المذهب هو الذي نختاره، وندعو إِليه، ونقول به، ونعتمد عليه، وذكر هناك الخازن كلاماً كثيراً وفنّد مذاهب متعدّدة، فمن أحب الاطلاع عليها فليرجع إِليها، فأنها لا تخلو من فائدة.

وجاء في تفسير أبي محمد حسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي المسمى (معالم التنزيل في التفسير) : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} . قال الكلبي ومقاتل: استقرّ، قال أبو عبيد: صَعَدَ، وأوّلت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء. فأما أهل السنة. يقولون: الاستواء على العرش صفة اللَّه تعالى بلا كيف .... الخ ...."ما تقدم عن الأئمة."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام