فهرس الكتاب
الصفحة 92 من 332

القبيحة السمجة على مثال رب العالمين، وهيئتكم الرذيلة على هيئته. وتذكرون الكف، والأصابع، والرجلين المذهبين، والشعر القطط، والصعود إلى السماء، والنزول إلى الدنيا تعالى الله عما يقول الظالمون، والجاحدون علوا كبيرا ... فلعن الله شيطانا زين لكم هذه المنكرات، وما أغواه، وأمير المؤمنين يقسم بالله قسما .. يلزمه الوفاء به لئن لم تنتهوا عن مذموم مهبكم، ومعوج طريقتكم ليوسعنكم ضربا، وتشريدا وقتلا، وتبديدا، وليستعملن السيف في رقابكم، والنار في منازلكم وعما لكم )) . اهـ.

(قلت) : وهذه أولى الفرق التي كانت تدعو إلى التجسيم ببغداد سميت (البربهارية) : والفرقة الثانية أطلق عليها اسم الحشوية الحنبلية فيما بعد.

(الحنابلة المجسمة وابن تيمية)

ذكر ابن عساكر: في كتابه (تبين كذب المفتري على الإمام أبي الحسن الأشعري) قوله: (( في منتصف القرن الخامس استفحل أمر هؤلاء الحشوية ببغداد حتى(أخطر) أمثال أبي إسحاق الشيرازي، وأبي بكر الشاشي وغيرهما من أئمة الشافعية أن يكتبوا محضرا عليه خطوطهم، ورفعوه إلى نظام الملك، ومن جملة ما فيه (( إن جماعة الحشوية والأوباش الرعاع المتسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة، والمخازي الشنيعة مالم يتسمع به ملحد فضلا عن موحد، ولا تجوز به قادح في أهل الشريعة، ولا معطل، ونسبوا كل من ينزه الباري تعالى عن النقائص، وينفي عنه الحدود والتشبيهات، ويقدسه عن الحلول والزوال، ويعظمه عن التغيير من حال إلى حال، وعن حلوله في الحوادث فيه إلى الكفر والطغيان .. وأبوا إلا التصريح بأن المعبود ذو قدم وأضراس، ولهوات وأنامل، وأنه ينزل بذاته، ويتردد على حماره في صورة شاب أمرد بشعر قطط، وعليه تاج يلمع، وفي رجله نعلان من ذهب ... ، وإنه تعالى يتكل بصوت كالرعد، وكصهيل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام