(قلت) : وما دام شيخنا الكوثري قد رد حديث النزول لابن خزيمة، فما أنا أيضا أبرهن على بطلان الأحاديث التالية التي أتى بها ابن خزيمة ليثبت بها ما يريد من التجسيم.
إليك أيها (القارئ الكريم) بعض الأحاديث المجسمة الضعيفة، أو النكر التي أوردها ابن خزيمة فيما أسماه في كتابه (كتب التوحيد) .
جاء في (ص 82) منه حديثنا بندار قال: ثنا أحمد قال: ثنا سفيان، عن عمار، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقد أحد قدره ) ).
(قلت) : حديث غير صحيح ومكذوب على لسان ابن عباس رض الله عنهما لأن المشهور عن ابن عباس أنه أول الكرسي بالعلم، كما ذكره المفسرون كالطبري وغيره، فكيف يورد عنه هنا أن علم الله موضع قدميه، وإذا صح النقل عنه فيهما، فيكون الخبر مضطربا لا حجة فيه، وتقول بقوله: حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب قال: ثنا أبو سامة عن هشام-وهو بن عروة-عن أبيه قال: قدمت عبد الملك، فذكرت عند الصخرة التي ببيت المقدس، فقال عبد الملك: هذه صخرة الرحمن التي وضع عليها رجله، فقلت: سبحان الله! يقول تبارك وتعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] .
وتقول وضع رجله على هذه، يا سبحان الله إنما هذه جبل قد أخبرنا الله ينسفه نسفا، فيذرها، قاعا صفصفا )) .