فهرس الكتاب
الصفحة 171 من 332

أقرب الموجودات إليه )) وهذا جهل أيضا لأن قرب المسافة لا يتصور إلا في جسم، ويعز علينا كيف ينسب هذا القائل إلى مذهبنا!!! أي الحنبلي.

وقال أيضا: واحتج بعضهم أنه على العرش بقوله:

{ِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] . ويقوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] .

…وجعلوا ذلك فوقية حسية، ونسوا أن الفوقية الحسية أما أن تكون لجسم، أو جوهر. وأن الفوقية قد تطلق لعلو المرتبة، فيقال فلا فوق فلان، ثم إنه كما قال تعالى: {فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] . قال: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: 4] فمن حلمها على العلم حمل خصمه الاستواء على القهر.

وذهبت طائفة إلى أن الله تعالى على عرشه قد ملأه، ولأشبه أنه مماس للعرش والكرسي موضع قدميه )) (قلت) المماسة إنما تقع بين جسمين، وما أبقى هذا في التجسيم بقية.

فإن قيل. فقد أخرج في الصحيحين من حديث شريك (أي أبي نمر) عن أنس بن مالك أنه ذكر المعراج فقال: فعلا به إلى الجبار تعالى، فقال وهو في مكانه يا رب خفف عنا. (الجواب) إن أبا سليما الخطابي قال: (( هذه لفظة تفرد بها شريك، ولم يذكرها غيرهن وهو كثير التفرد بمناكير الألفاظ ) )اهـ. والمكان لا يضاف إلى الله تعالى إنما هو مكان النبي صلى الله عليه وسمل، ومقامه الأول الذي أقيم فيه، وقد قال أبو يعلى في كتابه المعتمد: إن الله عز وجل لا يوصف بالمكن )) .

وهكذا فقد استبان الحق لكل ذي عينين أبلج وضاحا، والباطل لجلاجا مفتضحا.

(تبرئة الإمام مالك والثوري وابن عيينه مما نسبوا إليه من القول بالفوقية)

قال ابن الجوزي رضي الله عنه في (شبه التشبه ص 41 - 55) (( وأما ما نسب إلى الثوري، ومالك وابن عيينة، والحمادين وأحمد وإسحاق، وغير هم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام