فهرس الكتاب
الصفحة 151 من 332

وقد شان بعض فقهاء الحنابلة بالقاضي أبي يعلي بقولهم: (( لقد شان أبو يعلى الحنابلة شينا لا يغسله ماء البحر ) )وقيل مثل هذا في الوراق، والفراء، وغيرهم من دعاة السلفية الحنبلية المجسمة، لذا لم يظهر مذهبهم السلفي هذا إلا في القرن السابع على يد ابن تيمية الذي أعلنه على الملأ بجرأة قوية، وزادت آراؤه انتشارا بسبب تعذيبه، واضطهاده من أجلها.

(ابن تيمية والسلفية)

ويتابع العلامة أبو زهرة قوله: (( وقد بعي الأمر بين أخذ ورد حتى جاء ابن تيمية [أي في القرن السابع] فضبط منهاجا للسلف، أوجب السير عليه. ولذا تراه بين طرائق العلماء في فهم العقائد الإسلامية إلى أربعة أقسام.

القسم الأول:

الفلاسفة القائلون: بأن القرآن جاء بالطريقة الخطابية. والمقدمات الإقناعية التي تقنع الجمهور، إنهم هم البرهان واليقين.

القسم الثاني:

المتكلمون من المعتزلة، وهم يقدمون قضايا عقلية قبل النظر في الآيات القرآنية، فيقولون: القرآن على مقتضى العقل، وإن كانوا لا يخرجون عن عقائد القرآن.

القسم الثالث:

طائفة من العلماء: تؤمن بعقائد القرآن، وتؤمن بما فيها من أدلة له، فتأخذه لا على أنه أدلة هادية مرشدة موجهة للعقل ليلتمس المقدمات من بينها، بل على أنها آيات اختبارية يجب الإيمان بها بما استملت عليه من غير أن يتخذوا مضمونها مقدمة للاستنباط العقلي (ويظهر أنه يجعل من هذا القسم الماتريدية) إذ يستعينون بالعقل ليبرهنوا على عقائد القرآن.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام