فهرس الكتاب
الصفحة 110 من 332

لذا نطالب السلعيين بالإدلاء بدليل يحرم التأويل، أوضح من تأويل الصحابة والتابعين لصفات الله تعالى. وأنى لهم ذلك؟ وقد قام اجماع السلف والخلف على التأويل، وأعني صرف اللفظ عن ظاهره فيما يفيد التجسيم كما ذكره النووي قبل قليل، بل ونقل اللاقاني اجماع السلف والخلف على تنزيهه تعالى عن المعنى المحال، ولو أن إخواننا السلفيين طالعوا كبت أهل المذاهب الأربعة، وفهموا ما فيما، وما ترمي إليه لكانوا داعين إلى اقتفاء أثر أهل السنة والجماعة الذين هم متمسكون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين. فالدعوة إلى عقيدة أهل السنة والجماعة هي الدعوة نفسها إلى اقتفاء أثر السلف الصالح، وحتى اليوم-والمد لله-فإن أهل السنة والجماعة لا يزالون متمسكين بالحدة البيضاء، ولم يجسموا، أو يشبهوا، بل هم أشد الناس حرصا على نقاوة العقيدة، وغرسها في النفوس سليمة من كل شائبة تجسيم كما دعا إليها نبيهم وحبيبهم محمد صلوات الله وسلامه عليه، وما ترمون به أهل السنة والجماعة من البدع في الدين، فقد قام الدليل على استحبابها والعمل بها كما ستطاعون عليها فيما بعد إن شاء الله تعالى رب العالمين.

وقعت مناقشة بيني وبين بعض الأخوة السلفية حول ادعاء أن أهل السنة والجماعة ينفون وجود الله تعالى أي لا هو في السموات ولا في الجهات الست فأين هو؟

(قلت) : أخشى عليك (يا أخي) أن تعقد بالجهة، فقد قام اجماع المسلمين على تكفير من يقول بها.

قال: إذن فما هو الواجب اعتقاده؟ أو ما هو دليل أهل السنة والجماعة على نفي الجهات الست عن الله تعالى؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام