فهرس الكتاب
الصفحة 109 من 332

إجمالي لتفويضهم إلى الله تعالى، وتأويل الخلف تفصيلي لاضطرارهم إليه لكثرة المبتدعين).اهـ.

إذن فليحم الله دعاة السلفية ألا يكونوا قساة الكلام البذيء على المؤولين لأن شظاياه ستطعن صدور أئمة المسلمين باسم التشدد والتمسك بسنة سيد المرسلين وهم أعلم منكم ومنا بتعاليم الدين، وتفسير آيات القرآن الحكيم، وهل كان السلف الصالح يعتقدون أن الحجر الأسود يمين الله حقيقة في الأرض، أم أنهم صرفوا اللفظ إلى معنى آخر يليق بجلال الله، كيمن الله وبركاته [من باب الاستعارة لأنه من قصد ملكا أم بابه] وعلى كل فالحديث ضعيف من جميع طرقه، ولكن جئت به كمثال لوجوب صرف اللفظ عن ظاهر عقلا وشرعا عند السلف والخلف، وإلا وقعنا في التجسيم-والعياذ بالله العظيم-.

نقل ابن القيم في (أعلام الموقعين) عن الشافعي أنه قال في الصحابة: (( هم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم، وآراؤهم لنا أمحد وألى بنا من رأينا الخ ... ) ). اهـ. إذن فكيف نخالفهم؟.

وجاء في ضرح الشيخ خليل للخطاب (جـ 1 - ص 31) (( وقد سئل العز ابن عبد السلام عمن صح عنده مذهب أبي بكر، أو غيره من علماء الصحابة في شيء، فهل يعدل إلى غيره، أم لا؟(فأجاب) : (( بأنه إذا صح عن أحد من الصحابة مذهب في حكم من الأحكام، فلا يجوز العدول عنه إلا لدليل أوضح من دليله (( قال ) ): ولا يجب على المجتهدين تقليد الصحابة في مسائل الخلاف، بل لا يحل ذلك في وضوع أدلتهم على أدلة الصحابة )) . اهـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام