ذكر الإِمامّ الحافظ إسماعيل بن كثير القرشي في تفسيره {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} .
"وللناس في هذا المقام مقالات كثيرةٌ جداً ليس هذا موضع بسطها، وإِنا نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح. مالك والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، واسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو إِمْرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه، ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبّهين، منفي عن اللَّه، لا يشبهه شيء من خلقه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ."
بل الأمر كما قال الأئمة: منهم بِقُمُ بن حماد الخزّاعي، شيخ البخاري، قال:"من شبّه اللَّه بخلقه كفر، ومن جحد ما وصفَ اللَّه به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف اللَّه به نفسه، ولا رسوله تشبيهٌ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة، والآثار الصحيحة على الوجه الذي يليقُ بجلال اللَّه، ونفى عن اللَّه تعالى النقائصَ، فقد سلك سبيل الهدى". أهـ.
ذكر الخطيب في تفسيره عند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} . قال: استوى أمره، وقال أهل السنة: الاستواء على العرش صفة اللَّه بلا كيف يجب الإِيمان به، ونكل فيه العلم إِلى اللَّه تعالى. والمعنى:"إِن اللَّه سبحانه وتعالى استوى على العرش على الوجه الذي تمناهُ، منزه عن الاستقرار والتمكّن".
ورُوي عن سفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت بها الصفات المتشابهة"أمّروها كما جاءت"."واجماع السلف منعقدٌ على أن لا يزيدوا على قراءة الآية". أهـ.