وبذا يُفصحُ لنا الإِمامان الجليلان عن صفاء عقيدتيْهما السلفيّة النقيّة من كل شائبة تشبيه أو تجسيم، فيجب اعتناقها والإِيمان بها لأنها هي الطريقة الصحيحة التي درج عليها السلف الصالح. اقتداء برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وإِنا على نهجهم لسائرون وبهم مقتدون - إن شاء اللَّه تعالى -.
قال الإِمام الشافعي رضي اللَّه تعالى عنه: [في كتابه: الفقه الأكبر ص 8] "واعلموا أن الحدّ والنهاية لا يجوز على اللَّه تعالى، ومعنى الحد: هو طرف الشيء ونهايته، والدليل عليه، هو أن من لا يكون محدود البداية، لا يكون محدود الذات. ومعناه من لا يكون لوجوده ابتداء لا يكون لذاته انتهاء، ولأن ما كان محدوداً متناهياً، صحّ أن يتوهم فيه الزيادة والنقصان، وأن يوجد مثله، فكان لاختصاصه نوع من النهاية، والتحديد الذي يصح أن يكون أكبر منه، أو أصغر، يقتضي أن يكون له مخصّص يخصّصه على حدّ ونهاية، وخلقه على قدر، وذلك دلالة الحدوث، تعالى اللَّه عن ذلك علواً كبيراً"أهـ.
قال الإِمام الشافعي رضي اللَّه عنه: في الفقه الأكبر ص 8"فصل""واعلموا أن خالق العالم لا يشبه شيئاً من المخلوقات، والدليل عليه أن التشبيه يوجب الاستغراق في جميع الصفات، والأحكام، لأن حقيقة المشتبهين هما الغيّران بالذات، يجوز على كل واحد منهما، جميع ما جاز على صاحبه، فيقوم مقامه، ويسدّ مسدّه، فلو كان الباري مشبهاً لخلقه، لكان يجوز عليه صفات خلقه، وذلك محال،"