قال النيسابوري: ي تفسيره (ج 7 ص 391)
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] .
أي إلا ذاته عز وجل ... لأن قوله: (( كل شيء هالك ) )أي كالهالك، والوجه بمعنى الذات. مجاز مرسل، وهو مجاز شارع، (( وقد يختص بما شرف من الذوات ... ) )وقال سفيان الثوري: (( وجه الله تعالى ) )العمل الصالح الذي توجه به إليه عز وجل، فقيل في توجيه (الاستثناء) المذكور (إلا وجهه) إن العمل المذكور قد كان حير العدم، فلما فعله العبد ممتثلا أمره تعالى، أبقاه جل شأنه له إلى أن يجازه عليه، أو أنه بالقبول صار غير قابل للعناء، لما أن الجزاء عليه قام مقامه وهبوباق). اهـ.
قال: وروى عن أبي عبد الله الرضا أنه ارتضى نحو ذلك، وقال: (( المعنى كل شيء من أعمال العباد هالك وباطل إلا ما أريد به وجه الله تعالى ) ). اهـ.
…والسلف يقولون: (( الوجه صفة نثبتها لله تعالى ولا نشتغل كيفيتها، ولا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
إذن فلو كان أحمد بن حجر سلفي العقيدة حقا لكان وسعه ما وسع السلف الصالح [الوجه مذكور، والكيف مجهول، الإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة] . وقولي (( مذكور ) )أي في القرآن الكريم. ألم تعلم ويعلم كل من سكن بلاد الله تعالى، أن السلف والخلف لمتفقون على تنزيه الله تعالى عن الجارحة، ومن اعتقد خلاف ذلك فهو مجسم ضال تلحق عقيدته باليهودية والنصرانية، وسأورد لج الكثير في كتابي هذا من أحاديث نسبت إلى السنة وهي مستقاة من المزامير، والتوراة، والإنجيل وغيرها، السلفي لا يخوص في بحث الصفات، وأنت قد جئت بأعلى عمم الفلسفة وللغة لتثبت لله وجها. سامحك الله يا ابن الكرام. وجنّبني وإياك الزلل في الأقوال والأفعال.