لماذا اعترض السلفي آل بوطامي على الصفات الثلاث بالذات.
وما معناها عند أهل السنة والجماعة
اعترض أحمد بن حج آل بوطامي في كتاب العقائد السلفية على هذه الصفات الثلاث التي أثبتها أهل السنة وهي [صفة القدم، ومخالفته تعالى للحوادث، وقيامه بنفسه] ونسب إثباتها إلى أهل الكلام، وأنها مبتدعة في الشريعة الإسلامية، وليس لها دليل لا من كتاب ولا سنة، وأورد هو نفس الدليل الذي يستدل به أهل السنة والجماعة على هذه الصفات الثلاث، لذا كان لا بأس من بيان معناها عند أهل السنة والجماعة لإظهار ما يرمي الرجل إليه.
1 -صفة القدم:
يعني أهل السنة والجماعة بالقدم هنا. أن قدمه تعالى ذاتي، وهو عدم الأولية لوجوده تعالى مطلقا، لأن وجوده تعالى عير مقيد بزمان ولا مكان، فهو الذي أحدثهما، لذا لا يتقيد بواحد منهما، وضد القدم: الحدوث، وهو التجدد بعد العدم. محال على الله تعالى عقلا ونقلا، أما عقلا فلو لم يكن صانع العالم قديما لما وجد شيء من العالم على الاطلاق. وقد أكد ذلك بقوله:
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3] .
أي هو الأول السابق على جميع الموجودات من حيث أنه موجدها، والأخر الباقي بعد فنائها.
ولعل الرجل ومن على شاكلته لا يريدون التحدث عن صفة [القدم] لينفوا صفة الكلام القديمة عن الله تعالى كما فعلت المعتزلة. ولذلك يقولون: إن الله تكلم القرآن بالصوت والحرف. كما جاء على لسان المعتزلة. وسيأتيك بيان ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.