فهرس الكتاب
الصفحة 131 من 332

مبتدعة، حيث أنها لم ترد في الكتاب ولا في السنة ... ثم قال: (( فأما القدم، وإن كان معناه عندهم، أن لا أول لوجوده ولكن الوارد في القرآن والحديث. هو الأول والآخر، ومخالفته للحوادث لم يرد في القرآن المجيد، ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس وصف الله به نفسه.

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .

وقيامه بنفسه لم يرد إطلاقه عليه لا في كتاب ولا سنة، والوارد في الكتاب

{هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] .

ومعنى القيوم الحافظ لكل شيء، والمعطي له ما به قوامه، وذلك هو المعنى المذكور في قوله تعالى:

{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33] اهـ.

ألم يكن معنى (القارئ الكريم) أن الرجل لم يتقص بكلامه هذا إلا التعنت والتعالي والتكبر والتعصب والاعتداء وحب الظهور ليس إلا؟ كيف يعترض على هذه (الصفات الثلاث) التي أثبتها أهل السنة والجماعة اعتمادا على ما في القرآن الكريم، ثم هو نفسه يورد دلائلها من القرآن بعد كل صفة، ويقول لم يرد فيها كتاب ولا سنة، فالكذب على المخلوق ليس كالكذب على الخالق،

{وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190] .

إلا أن من يدعو للسلفية كأمثال أحمد بن حجر آل بوطامي لا يقتصرون على عشرين صفة لله تعالى، بل كل ما ذكرته المرجئة من الصفات والأسماء على لسان عبد الله ابن كلاب يدعون الناس إليها، والنظر فيها لعلة لا نعلمها، ويقولون: (( لا نفرق بين صفات الله عز وجل فنؤمن ببعض ونكفر ببعض ) )ثم يقولونك (( إن لله صفات(منها) السمع، والبصر، والعلم، والقدرة، والإرادة، والاستواء، والوجه، وإليه، وسمى نفسه بأسماء، كالعليم، والسميع، والبصير، والقدير، والرؤوف، والرحيم، والودود الخ ... وأخبر عن ذاته العلية بأنه، يرضى ويغضب، ويحب، ويكره، وينزل إلى السماء الدنيا الخ ... ما ذكرته المرجئة على لسان كلاب كلمة بكلمة وحرفا بحرف. وبذا يستبان بأنهم جعلوا من صفات الله تعالى الوجه واليد والاستواء، ولم يقل بها واحد من أهل السنة والجماعة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام