فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 332

العرش .. حيث قال: الاستواء معلوم ... وأما الخلف وهم من بعد الخمسمائة فإِنهم يؤّولون بمعنى صحيح لائق به سبحانه وتعالى. فيقولون: إِن المراد بالاستواء: الاستيلاء بالتصرف والقهر. وكلا المعنيين، وارد في اللغة يقال استوى السلطان على الكرسي. بمعنى: جلس، واستوى على الأقطاب، بمعنى ملك وقهر. ومن الثاني قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق: وحينئذ؛ فالمعين إِطلاقه عليه تعالى بهذا المعنى الثاني"أهـ فأنت ترى أنْ قد أبان لنا الصّاوي في كلامه هذا: أن السلف والخلف متفقون على أن الاستواء في الآية مصروف عن ظاهره، وليس المراد الجلوس، والاستقرار. فمن قال: إِن المراد به الجلوس فقد خالف السلف والخلف، وخرج عن إِجماع الأمة، وذلك هو الضلال المبين."

ذكر بدر الدين بن جماعة في كتابه [إِيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل] المخطوط بدار الكتب الملكية ما نصّه: قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} . ورد في خمس آيات. وفي سادسة في [طه] : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} . والقرآنُ نزل بلغة العرب. ومعاني كلامهم، وما كانوا يتعقّلون من خطابهم، أمّا العرش لغة فهو سرير الملك، وسقف البيت، والعرش سقفُ العالم بأسره،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام