أصل مادة (بدع) للاختراع على غير مثال سابق. ومنه قوله تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117] .
أي مخترعها على غير مثال سابق، وقوله تعالى:
{قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 9] .
أي ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد، بل تقدمني كثير من الرسل. ويقال ابتدع فلا بدعة أي أحدث أمرا لم ينص عليه سابقا، ويقال هذا أمر بديع، أي حسن لم يتقدمه ما هو أحسن منه، وبذا يتضح أن معنى البدعة (الإحداث) ، (والعمل به هو الابتداع) بدليل قوله:
{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} [الحديد: 27] أي أحدثوها {مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [الحديد: 27] .
وقد يسمى نفس العمل المعمول به بدعة (كالذبح) ذاته للأصنام، وبذا يكون كل عمل غير منصوص عليه في الشرح يعمل به (بدعة) . قلنا هذا بناء على أقوال علماء الأصول، أن للأحكام المتعلقة بأفعال العباد، وأقوالهم ثلاثة أحال (الأمر الجازم) فذلك [الوجوب] (والأمر غير الجازم) فذاك [الندب] أو [الإباحة] مثل تحية المسجد للداخل. والطعام للآكل (والنهي) قذلك [التحريم] أو [الكراهة] إذن أفعال العباد ثلاثة أقسام (( مطلوب فعله، ومطلوب تركه:(وهما الأمر والنهي) . ومأذون في فعله وتركه وهي: (الإباحة والندب والكراهة) .
فمخالف الأمر والنهي مثل:
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43] {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [الإسراء: 32] .
عاصيا يستحق النار لقوله تعالى:
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23]