فهرس الكتاب
الصفحة 265 من 332

قد أنجى قوم موسى عليه السلام من الغرق بموسى عليه السلام في عاشوراء، وصامه الرسول شكرا لله على نجاته، فقد أنجى الله الأمة العربية، بل والأمة الفارسية، والرومانية في الحياة الدنيا، من نار العداوة والبغضاء، والظلم، والكفر والإلحاد والطغيان، وسينجي الله تعالى به يوم القيامة آدم فمن دونه من الأنبياء، ومن آمن به من الإنسانية جمعاء، قال تعالى:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103] .

لذا كان إظهار الشكر، والفرح في يوم ولادته صلى الله عليه وسلم أتم وأكمل من إظهار الشكر في يوم نجاة موسى عليه السلام.

الأصل الثاني الذي استنبطه الإمام السيوطي

لعمل المولد الشريف

قال رضي الله عنه: (( وقد ظهر لي تخريجه أي المولد الشريف على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم (( عق عن نفسه بعد النبوة ) ).

مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته، والعقيقة لاتعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهارا للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريعا لأمته كما كان يصلي على نفسه، لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع، وإطعام الطعام، ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات )) . اهـ.

(قلت) : قد يقال: إن الحديث (( عق عن نفسه بعد النبوة ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام