فهرس الكتاب
الصفحة 294 من 332

عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلق فتوضأ، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، قال ابن عباس فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، فأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح )) وفي البخاري (( فتتامت ) ).

ولمسلم (( فتكاملت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن ) )أي بلال رضي الله عنه.

إن هذا الحديث الصحيح ينفي ضم ركعتي سنة صلاة العشاء إلى العدد المذكور [ثلاث عشرة] إذ ليس من المعقول أن يؤخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد منتصف الليل ليضمهما إلى صلاة الليل، كما يدعي أهل الأهواء، كما ينفي ضم ركعتي الفجر إليهما لصلاته إياهما صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، ولا يستبعد حمل حديث عائشة:

(( ما كان يزيد في رمضان، ولا في غيره على احدى عشرة ركعة ) ).

على الوتر، كما قال الامام القسطلاني لأن جميع المحدثين على الاطلاق استشهدوا بحديثها هذا على أن أكثر الوتر احدى عشرة ركعة وما عداها من الأحاديث فهي في قيام الليل خاصة، ويد يكون البعض منها في الوتر والله أعلم.

(القول الفصل في أحاديث عائشة في قيام الليل)

قال الإمام القرطبي: أشكلت روايات عائشة على كثير من أهل العلم حتى نسب بعضهم حديثها إلى الاضطراب، وهذا إنما يتم لو كان الراوي عنها واحدا أو أخبرت عن وقت واحد، والصواب أن كل شيء ذكرته من ذلك محمول على أوقات متعددة، وأحوال مختلفة بحسب النشاط، وبيان الجواز )) ذكره في [فتح الباري جـ 3 ص 14] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام