قد ضم إليها ركعتي العشاء، ولكن قال الإمام الزرقاني لمن ادعى ذلك: (( حمل بعضهم الزيادة على الركعتين بعد العشاء، وبعده لا يخفى، لاسيما رواية حديث الباب، وحمله أنه صلى الله عليه وسلم أخرها حتى استيقظ يعكر عليه رواية المنهال الآتية ) ). اهـ.

(قلت) : وها هو الحديث رقم 265 من الموطأ يفي بالغرض المراد، عن مالك عن عبد الله ابن أبي بكر عن ابيه، أن عبد الله بن قيس بن مخرمة، أخبره عن زيد ابن خالد الجهني أنه قال:

(( لأرمقن الليلة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فتوسدت عتبته، أو فسطاطه - بيت كالقبة، أو بيت الشعر - فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم [أي من نومه] فصلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فتلك ثلاث عشرة ركعة ) ).

وهذه رواية مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو داود عن القعبني، والترمذي من طريق معين، وابن ماجه عن طريق عبد الله بن نافع، أربعتهم عن مالك وقد أفادت هذه الرواية أن صلاته صلى الله عليه وسلم بالليل اثنتا عشرة ركعة، وركعة وتر واحدة، وهذا خلاف مدعى الألباني.

ومما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يوتر بركعة واحدة، إذا قام الليل ما جاء في الموطأ، رقم الحديث 264 عن مالك عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس، أن بعد الله بن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالته، قال: (( فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل، أي قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم