جاء في كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية جـ 1 ص 165) وسئل الشيخ عبد الله أبا طين هل النبي حي في قبره؟ فأجاب: (( الله سبحانه وتعالى أخبر بحياة الشهداء، ولا شك ان الأنبياء أعلى رتبة من الشهداء، وأحق بهذا، وأنهم أحياء في قبورهم، ونحن نرى الشهداء رميما، وربما أكلتهم السباع ومع ذلك هم:
{أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} [آل عمران: 169، 170] .
فحياتهم حياة برزخية، الله أعلم بحقيقتها، والنبي قد مات بنص القرآن والسنة، ومن شك في موته فهو كافر، وكثير من الناس خصوصا في هذه الأزمنة، يدعون أنه صلى الله عليه وسلم حي كحياته لما كان على وجه الأرض بين أصحابه، وهذا غلط عظيم، فإن الله سبحانه وتعالى أخبر بأنه ميت، وهل جاء أثر صحيح أنه باعثه لنا في قبره كما كان قبل موته، وقد قام البرهان القاطع، أنه لا يبقى أحد حي حين يقول الله سبحانه وتعالى: (( لمن الملك اليوم ) ).
فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد مات، ثم بعثه في قبره، ثم مات فكيون له ثلاث موتات، ولغيره موتتان، وقد قال أبو بكر رضي الله عنه لما جاءه بعد موته:
(( أما الموتة اتي كتبت عليك فقد متها، ولن يجمع الله عليك موتتين ) ).
وقال سبحانه عن أهل الجنة: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56] .
يعني التي كانت في الدنيا، فيكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات موتة ثانية بعد الموتة الأولى، وأيضا: لو كان في قبره حي كحياته على ظهر الأرض لسأله أصحابه عما أشكل عليهم، قال عمر رضي الله عنه: ثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن (( الجد، والكلالة، وأبواب من الربا ) )فهلا جاء إلى قبره؟
واستسقى بالعباس، ولم يجئ على قبره يستسقي به (ومعلوم) ما صار بعده صلى الله عليه وسلم من الاختلاف العظيم، ولم يجيء إلى قبره صلى الله عليه وسلم يسأله عما اختلفوا فيه )) . اهـ