9 -وجاء في (روض المجال في الرد على أهل الضلال) للشيخ عبد الرحمن الهندي الدهلي الحنفي: (ص 44) (( إن الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه حين جاء لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أأستقبل القبلة أو أستقبل وجهه الشريف؟ ) )والأصح أنه استقبل وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا ثبت في زيارة الإمام الشافعي رضي الله عنه والإمام أحمد، وغيرهم من كبار التابعين رضي الله عنهم، ولم يسمع من الصحابة أو التابعين أن الاستغفار عند قبره صلى الله عليه وسلم ممنوع، بل قيل: إن الإمام مالك، إمام دار الهجرة رضي الله عنه لما سأله الخليفة المنصور جد الخلفاء العباسيين، فقال: يا أبا عبد الله (( أأستقبل القبلة، وأدعوا، أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ) )فقال ولم تصرف وجهك عنه، وهو وسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى، استقبله، واستشفع به، فيشفعه الله فيك، قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] . اهـ.
وبعد هذا: فلو كانت زيارة قبره الشريف صلى الله عليه وسلم محرمة، أو مكروهة لتكلم السلف الصالح ومن بعدهم فيها ولنهوا الناس عن زيارته صلى الله عليه وسلم، ولكنهم لما كانوا يزورون قبره الشريف، وتواترت الأخبار عنهم بها علم بالدلائل القطعية مشروعية ذلك وقد سمعت إجماع المسلمين عليها وبعض الأقوال في وجوبها، وإذا ثبت أن الزيارة مجمع عليها، أو مشروعة، أو سنة، أو واجبة، فكيف تكون شركا، أو معصية، ولا يجوز قصر الصلاة فيها؟
سبحانك هذا ما لم يقله أحد من أهل السنة والجماعة!!! والله أعلم بالسرائر وما تخفي الضمائر. وقد علمت قول القسطلاني (( أن من اعتقد غير هذا انخلع من ربقة الإسلام ) ). قال تعالى:
{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] صدق الله العظيم.