(( وقالت المعتزلة ) )كلامه تعالى (( أصوات وحروف ) )كما ذهبت إليه الحنبلية والكرامية لكنها ليست بذاته تعالى (( يخلقها الله في غيره كاللوح المحفوظ، أو جبريل أو النبي وهو حادث مخلوق ) ).
وقال: (( وقد رأيت في شرح المقاصد. أن الكرامية يقولون: إن كلام الله تعالى هو قدرته على التكلم، وهو قديم، وأما المنتظم من الحروف المسموعة من قوله الله. أي نطق بها، لا كلامه، وهذا جهل محض عصارة تفكير بله تقولوا به ) )اهـ.
ما رأي الأخرة السلفية في هذا الكلام؟ ألم يكن خروجا عما ذهب إليه أهل السنة والجماعة؟
(السعد مسعود بن عمر التفتازاني وشرح العقائد)
قال: (( والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ) )ولا يقال القرآن غير مخلوق لئلا يسبق إلى الفهم أن المؤلف من الأصوات والحروف قديم كما ذهبت إليه الحنابلة جهلا أو عنادا، ثم كفر من يقول بخلق القرآن. ثم أثبت في مسألة تحقيق الخلاف في إثبات الكلام النفسي ونفيه وقال: (( وإلا نحن لا نقول بقدم الألفاظ والحروف. وهم يقولون بحدوث كلام نفسي، ودليلنا. ما مر أنه ثبت بالإجماع وتواتر النقل عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه متكلم، ولا معنى له سوى أنه متصف بالكلام، ويمتنع قيام اللفظي الحادث بذاته تعالى. يعني النفسي القديم. وأما استدلالهم، أي المعتزلة بأن القرآن متصف بما هو من صفات المخلوق، وسمات الحدوث من التأليف والتنظيم والانزال والتنزيل وكونه عربيا مسموعا فصيحا معجزا إلى غير