فهرس الكتاب
الصفحة 23 من 332

أي يريد أبو منصور نفى أن يكون مستقراً على العرش، فافهم هذا هديت إلى الصواب. ثم نقل قول الليث بقوله: قال الفقيه أبو الليث رحمه اللَّه:"اختلفوا في هذه المسألة. قالت الكراميّة والمشبّهة بأن اللَّه على العرش عُلواً مكانياً ممكناً، وأن العرش له مستقر، ويصفونه بالنزول والمجيء والذهاب، ويقولون: هو جسمٌ لا كالأجسام تعالى اللَّه عن ذلك علواً كبيراً، واحتجتا بقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أهـ."

يقال عليه: إِن العرش لم يكن فكان بتكوينه، فلا يخلو إِما أن يكون كوّنَه لإِظهار عظمته وجبروته على خلقه، وإِما لاحتياجه إلى القعود عليه، ولا يجوز أن يقال لاحتياجه إلى القعود عليه، لأن المحتاج لا يكون خالقاً، لأنه محتاج مقهورٌ لحاجةٍ، والمقهور لا يكون أميراً، فكيف يكون إِلهاً. فإِذا بطل هذا الوجه، صح الوجه الأول، وهو كونه - خلق العرش - لإِظهار عظمته وجبروته على خلقه، ولا حاجة له إليه، ويكون المعنى: إِن اللَّه على العرش علوّ عظمة وربوبيّة لا علو ارتفاع مكان واستقرار أو مسافة وهذه هي عقيدتنا

(الإمام الكمال ابن الهمام وصفة الإستواء)

قال الكمال ابن الهمام: في (المساير في علم الكلام ص 17) : (( الأصل الثامن ) )إنه تعالى استوى على العرش مع الحكم بأنه ليس كاستواه الأجسام على الأجسام من التمكن والمماسة والمحاذاة بل نؤمن بأن الاستواء ثابت له تعالى بمعنى يليق به هو سبحانه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام