فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 332

بعد ما سمعتُ مراراً وتكراراً ما يصرح به بعض الداعين للسلفية في القرى السورية بما فيه التلميح في الجهة، ويطلقون بعض صفات التجسيم على الإِله العظيم قمتُ بزيارة للشيخ (م. ن. ت) في مدينة حلب، وتباحثتّ معه في (الفوقية وكلام اللَّه تعالى) وبعد مناقشة بسيطة غاب بما يقرب من دقيقتين وعاد يحمل كتاباً بيمينه وآخر تحت إِبطه، ووضع أمامي كتاباً للإمام أحمد رضي اللَّه عنه (شذرات البلاتين، أو الردّ على الجهمية والزنادقة) فقلب على (ص 30) وقرأ العبارة التالية:"قال الإِمام أحمد: تكلّم اللَّه كيف شاء من أن تقول بحرف ولا فم ولا لسان ولا شفتين"أهـ

(قلتُ) يا شيخ (م. ن. ت) وهكذا عقيدة الإِمام في الصفات الإِلهية. أي استوى كيف شاء، وينزل كيف شاء. وهذه هي عقيدةُ سلفنا التي ندين اللَّه تعالى بها بلا تشبيه ولا تعطيل حتى نلقاه إِن شاء اللَّه تعالى. (وفي الفوقية) وصرّح الإِمام في ردّه على الجهمية (ص 35) بقوله:"إِذا أردتَ أن تعلم أن الجهمي كاذب على اللَّه حين زعم أن اللَّه في كل مكان، ولا يكون دون مكان. فقل له: أليس اللَّه كان ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه، أو خارجاً من نفسه؟ فإِنّه يصير إِلى ثلاثة أقاويل: واحد منها إِن زعم أن اللَّه خلق الخلق في نفسه كفر، حين زعم أنّ الجن والإِنس في نفسه، وإِن قال: خلقهم خارجاً من نفسه، ثم دخل فيهم كان هذا قوله أيضاً كفراً حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر ردئ. وإِن قال: خلقهم خارجاً من نفسه، ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع، وهو قول أهل السنة والجماعة"أهـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام