بعد أن صرح لي المسؤول الأول عن السلفية [م. ن. ت] بمدينة حلب عن معتقده في صفة الفوقية، والكلام بأنه تعالى تكلم بحرف وصوت وأن له جهة الفوقية المطلقة. عرض عليّ نصيحته بأنه يُمكنني التأكد مما قاله لي من شيخه (م. ن. د) .
قلتُ: يا شيخ [م] إِن شيخك بدمشق. قال: نعم، وستجده غالباً في المكتبة الظاهرية. لقد أخذت الأمر بالجدية، والاهتمام الكبيرين لخطورة الموضوع، ولعلي أستطيع حسم النزاع بين أهل السنة والجماعة، وغيرهم في البلاد الشامية. الذي كاد يصل أحياناً إِلى ضرب الأعناق بما يسمع كل فريق من الآخر في العقيدة وغيرها ما يثير الأعصاب، ويبعث الضغائن والأحقاد، والتفرقة في البلاد.
وأخيراً حدا بي الشوق خدمة للإسلام والمسلمين، وإِثلاجاً لصدور المؤمنين في بيان عقيدة السلف والخلف في ذات اللَّه تعالى وصفاته، وأفعاله الخ ... بالسفر إِلى دمشق لعلي أظفر بسماع شيء جديد في تفسير بعض الصفات الإِلهية من إِمام السلفية في البلاد الشامية.
حتى أمسك عن إِجابتها، وما أن خلصنا من بوابة المسجد إِلاّ وأخذت بذراعه، وقلتُ: يا شيخ (م. ن. د) جئتك من حلب لأسْتفتيكم عن مسائل ثلاث لا غير، عن مسألة [استواء اللَّه على عرشه، ووجهه تعالى. وكلامه تعالى بحرف وصوت] فأهل السنة يقولون:"استواء عظمة، وتصرّف لا استواء جلوس"وأن المقصود بوجه اللَّه كما في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَاْلإِكْرَامِ} .
[الذات الإِلهيّة] وأن كلام اللَّه تعالى قديم قِدم اللَّه ذاته، فلا يجوز أن نقول: تكلّم اللَّه بحرف وصوت كما ذكره الشيخ (م. ن. ت) بحلب اقتداء بالحشوية وابن