فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 332

ونحو ذلك، وقد نبهنا اللَّه تعالى على هذا المعنى بقوله: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} أي في عظم الجثة، والشخص. والباري تعالى ليس بذي أجزاء، وأبعاض، بل هو واحد كما قال اللَّه تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ} والمجتمع المؤلّف لا يكون واحداً، ومحال أن يكون عرضاً، لأن العرض ما يستحيل عليه البقاء، أو يقل بقاؤه، ولهذا المعنى قال تعالى: {تريدون عرض الحياة الدنيا} لقلة بقائها، والباري سبحانه واجب البقاء، دائم الوجود، مستحيل العدم. قال اللَّه عز وجل: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ} أهـ.

قال الإِمام الشافعي رضي اللَّه عنه: في كتابه [الفقه الأكبر ص 10] "فصل""واعلموا أن الصور والتركيب تستحيل على اللَّه تعالى للمعنى الذي ذكرنا في الجسم، ولأن ذا الصورة لا يختص بصورة دون صورة، إِلا بمخصّص هو فاعله، وخالقه، ومن يكون له صورة أيضاً مخلوق لا إِشكال فيه، ولأن الصورة لا تشبه المصوّر، واللَّه تعالى خالق الصور، وصورته {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وقال اللَّه تعالى {هُوَ اللَّه الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} أهـ."

قال ابن تيميّه رحمه اللَّه: في ردّه على [أساس التقديس] للرازي"فمن المعلوم أن الكتاب والسّنة، والاجماع لم تنطق بأن الأجسام كلها محدثة، وأن اللَّه ليس بجسم، ولا قال ذلك إِمام من أئمة المسلمين، فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة، ولا عن الشريعة"أهـ. وكلامه هذا تراه في مكتبة الظاهريّة، الدمشقية، طي الكواكب الدراري، لابن زكنون الحنبلي، ويكون بقولته هذه، قد أنكر آيات التنزيه، مثل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام