وقد تقدم معنا اجماع الأئمة الأربعة، وأهل السنة والجماعة على تكفير من يقول بالجهة كما هو في شرح المشكاة لملا علي القاري على نحو ما تقدم، وأرجوا أن يكون ما نقل عن ابن تيمية فيما يخالف اجماع المسلمين غير صحيح في هذه المسألة وغيرها، لأن حسن الظن بالمسلم واجب. والله أعلم.
كرر ابن تيمية أكثر من مرة في رسائله أن محاولة التأويل، أو التفسير زيغ، وضلالة، كالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله، يعتمد ابن تيمية على قوله تعالى:
(( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا الوا الألباب ) ).
فهو يعتقد أنه بهذا يجمع بين التفسير والتفويض، فهو يفسر بالمعنى الظاهر، وينزه عن الحوادث، ويفوض في الكيف والوصف، فهو يرى أن الصحاب كاوا يعلمون معاني الآيات المتشابهات التي فيها وصف اليد والرجل، والوجه، والاستواء، والنزول، والصعود، والقرب، والبعد الخ ... ما نقل عنه يعلمونها على معانيها الظاهرة (فقظ) ، ولم يحاولوا يوما معرفة حقيقتها، أو معرفة حقيقة الذات، ثم يقول: وهذا هو مذهب السلف. أي أن معنى كلامه هذا أن لله وجها، والسلف يعلمون أن له وجها ولم يؤولوه، وقل مثل ذلك في بقية الصفات.
هذا هو حجة الإسلام (الإمام الغزالي) يأخذ بأيدينا إلى طريق الحق، وينقذنا من الضلال بقوله: كما في كتابه (إلجام العوام عن علم الكلام) (( إن هذه الألفاظ التي تجري في العبارات القرآنية، والأحاديث النبوية لها معان ظاهرة، وهي الحسية التي نراها، ويه محالة على الله تعالى [أي كاليد والرجل والوجه الخ .. ]