(الإستواء، والجهة، والوجه) حواها منقشات جمة ممن أغلب علماء الأمة.
بسم اللَّه الرحمن الرحيم: وبه أستعين، وأصلي وأُسلم على من بعثه اللَّه رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: قدّمتُ بحث صفة الاستواء لما لها من أهمية كبرى في الشريعة الإسلامية، ولكثرة الكلام فيها من السلف والخلف والمتكلمين، والأشاعرة والماتُريدّية والمعتزلة والخوارج، والكرامية والجهمية، والحشوية الحنبلية وغيرهم. ويصدق القول في أن صفة الاستواء لله تعالى قد كانت موضع مناظرات، وجدل على مدة ثلاثة قرون بعد القرون الثلاثة الأولى. وكان من ثمرة تلك المناظرات أن كفّر الناس بعضهم بعضاً عدا عن التفسيق والتضليل، اتباعاً لهوىً، أو تعصباً لمذهب دون مذهب ظلماً وجهلاً وتقليداً وعدواناً. لذا كان لا بدّ من عرض أقوال السلفية أولاً، ثم عرض ما يوافقها أو يخالفها من أصحاب المذاهب الأربعة لا لادعاء علم، ولا لميل لا إِلى هؤلاء، ولا إِلى هؤلاء، وإِنما قمتُ بهذا الجهد الجهيد المتواضع بالنسبة لخطورة الموضوع لكي يقف كل طرف على ما يقوله الآخر في المسألة المتنازع فيها، ويتبعه إِن أقام له الدليل، وأوضح له طريق السلف الصحيح، وهذا هو الواجب اقتفاؤه، واعتناقه والعمل به، وإِلا فذاك الضلال المبين. واللَّه يهدي من يشاء إِلى صراط مستقيم، وأول ما نفتتح به كتابنا هذا. (هو عرض عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب) ؛ وأتباعه في هذه المسألة وغيرها من الصفات إِن كان لهم أقوال فيها. وهذا هو أوان الشروع في الموعود، واللَّه هو المقصود.