فهرس الكتاب
الصفحة 141 من 332

الشر ما لم يثبتوا عز وجل، فكانوا مجوس هذه الأمة، إذ دانوا بديانة المجوس، وتمسكوا بأقوالهم، ومالوا على أضاليهم، وقنطوا الناس من رحمة الله، وآيسوهم من روحه، وحكموا على العصاة بالنار والخلود، خلافا لقوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48] .

وزعموا ان من دخل النار لم يخرج منها خلافا لما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفعوا أن يكون لله عز وجل وجه مع قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] .

وأنكروا أن يكون لله يدان مع قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] .

وأنكروا أن يكون لله عين مع قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] .

وقوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] .

ونفوا ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينزل إلى المساء الدنيا الخ ... ) ) . اهـ.

(قلت) ولا يتوهم أحد أن أهل السنة والجماعة ينكرون الوجه والعين واليدين كالمعتزلة، فإن المعتزلة لم تثبتها إطلاقا، وأهل السنة والجماعة قد أولوها كما علمت وقد أول المجيء ابن عباس رضي الله عنهما كما تقدم (بالأمر) واليد (بالقدرة) فافهم هذا. ولا تقولن أهل السنة والجماعة معتزلة، فإننا نثبت عكس كل ما نفوه. ونؤمن به على حسب ما يليق به جل جلاله.

(من هم الماتريدية، ومذهبهم؟)

الماتريدية: نسبة للماتريدي (( محمد بن محمد بن بمحمد ) )المعروف بأبي منصور الماتردي، ولد بما تريد (وهي محلة بسمرقند وراء النهر) وقد ثبت أنه توفي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام