(سنة 333 من الهجرة) . وكان حنفي المذهب، وقد تلقى الفقه الحنفي، والكلام علي نصر بن يحيى البلخي، وقد ناظر الفقهاء والمحدثين على غير الطريقة الأشعرية وقد رحل للبصر عدة مرات للمناظرات في العقائد بلغت اثنتين وعشرين مرة قبل دراسة الفقه، وقد وصلت إليه عدة رسائل لأبي حنيفة منها (الفقه الأكبر) ورسالة أبي حنيفة إلى (( عثمان البني ) ) (ووصيته لتلميذه) يوسف بن خالد السمتي (والعلم برا وبحرا وشرقا وغربا) ومن مجموعها خط لنفسه منهجا انفر به، وكاد المعماء يجمعون على أن آراء أبي حنيفة في العقائد هي الأصل الذي تفرعت منه آراء الماتريدي، وقد ألف منها كتابا سماه (( كتاب تأويل القرآن ) )وكتاب (( مآخذ الشرائع ) )و (( كتاب الجدل ) )وكتاب (الأصول في أصول الدين) (وكتاب التوحيد) وغيرها من الكتب.
وكان منهاجه أنه أعطى للعقل سلطانا كبيرا في الحكم على الأمور بإرشاد الشرع، وهذا خلاف الأشاعرة. الذي يتقيدون بالنقل، ويؤيدونه بالعقل، وكان الماتريدي في تفسير القرآن يحمل المتشابه على المحكم فيؤول المتشابه على ضوء ما يدل عليه المحكم. فإن لم تكن عند المؤمن الطاقة العقلية للتأويل، فالتفويض أسلم، أي يفسر القرآن بالقرآن، وقد وافق المعتزلة في ضرورة النظر، ومعرفة الله بالعقل، وفي التحسين والتقبيح العقليين، ولذا كان قريبا إلى المعتزلة في آرائه أكثر ما هو قريب من الفقهاء والمحدثين.
قال في هذا الكوثري: (( إن الأشاعرة بنين المعتزلة، والمحدثين والماتريدية بين المعتزلة والأشاعرة.
(مثال على ذلك)
فمن آراء الماتريدي أن معرفة الله ممكن إدراكها بالعقل لو اتجه العقل اتجاها سليما خاليا من الهوى والتعصب، والتقليد لوصل إلى الإيمان بالله تعالى. إلا أنه لا يستقل بمعرفة الأحكام التكليفية، وهذا نفس ما نص عليه أبو حنيفة رضي الله عنه