فهرس الكتاب
الصفحة 149 من 332

آرائهم هي خلاصة مذهب الإمام أمحد بن حنبل الذي أحيا عقيدة السلف، ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع للهجرة أحياه ابن تيمية، وشدد في الدعوة إلى الرجوع إلى سيرة السلف الصالح، وأضاف غلها أمورا أخرى. وفي القرن الثالث ظهرت الدعوة في الجزيرة العربية على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحتى يومنا هذا ما زال الوهابيون ينادون بها، ويدعون الناس إلى السير عليها.

ولما ظهرت الدعوة في القرن الرابع الهجري على أيدي الحنابلة دعا أولئك السلفيون إلى التوحيد الخالص ونبذ الشرك المجسم بالأضرحة. وقد تكلموا ف آيات التأويل والتشبيه، و قد ناقشهم في ذلك القرن بعض الحنابلة (( كابن الجوزي كما سيأتي إن شاء الله ) )وقد أراد أولئك السلفيون أن يعود الناس إلى العقائد التي كان الصحابة والتابعون يؤمنون بها، ويحرموا على الناس السفسطة في علم الكلام، ولكي يكون الإيمان صحيحا يجب على الناس أن يأخذوا عقيدتهم من الكتاب والسنة، كما أخذه النبي على الله عليه وسلم وأتباعه، وقد بقي الأمر بين أخذ ورد حتى جاء تيمية )) .اهـ.

وسنتابع الحديث مع الشيخ أبي زهرة بعد أن تسمع رد ابن الجوزي على سلفية الحنابلة الأوائل الأوائل وبرده هذا نعلم ما هي دعوتهم.

(رد ابن الجوزي على سلفية الحنابلة)

جاء قول ابن الجوزي رحمه الله في كتابه (شبه التشبيه) على هذا النحو (رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح ... فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام فحموا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته. فأثبتوا له صورة، ووجها زائدا على الذات. وفما ولهوات، وأضراسا، وأضواء لوجهه، يدين، وأصبعين، وكفا، وخنصرا، وإبهاما، وصدرا، وفخذا، وساقين، ورجلين، وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس، وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء، والصفات، فسموها بالصفات تسمية

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام