فهرس الكتاب
الصفحة 148 من 332

وجاءت روايات صحيحة في هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام: (( خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته ) )وفي غير رواية (( ثم يجيء قوم لا خير فيهم ) )ورواية (( والآخرون أراذل ) )ورواية (( ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون، ويحبون السمن، يعطون الشهادة قبل أن يسألوها ) ).

قال المناوي في فيض القدير في قوله عليه الصلاة والسلام (( ثم الذين يلونهم ) ) (الأخيرة) . (( اتباع التابعين، وهم إلى حدود العشرين ومائتين، ثم ظهرت البدع، وأطلقت المعتزلة أسنتها ورفعت الفلاسفة رؤوسها، وامتحن أهل العلم بخلق القرآن، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن ) )اهـ. وبذا يصدق قوله عليه الصلاة والسلام: (( ثم يغشو الكذب ) ).

ويظهر ظهورا بينا، حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات، وجرهم الاستطلاع إلى الكتب القديمة، من تاريخ وحكمة، وفلسفة، فتلقت نفوسهم بترجمتها للوقوف على العلوم المحتجبة بحجاب اللغات الأجنبية. فافترقت الأمة الإسلامية في أصل الدين فرقا شتى، وكلها تضاربت أفكارها وتعارضت أقوالها، وتكثرت مباحثهم، وطال الاختلاف بينهم، واشتد تعصب كل فريق لفطرة، وظهر قوله صلى الله عليه وسلم: (( تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة، فهلكت سبعون، وخلصت. فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، فتهلك إحدى وسبعون فرقة، وتخلص فرقة واحدة ) ).

وبعد هذا لندع الشيخ العلامة المعاصر أبا زهرة يعرفنا على السلفيين الأوائل لنخلص بعدها إلى من هم السلفيون المعاصرون. ذكر العلامة أبو زهرة في كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية) في بحث السلفية والوهابية قوله: (( ظهر في القرن الرابع من الهجرة الشريفة قوم من الحنابلة أطلقوا على أنفسهم(السلفيين) . وأن جملة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام