جاء في كتاب رسائل وفتاوى للشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائه ص 14 [المسألة الرابعة عشرة] "في إِنكار الصفات التي وصف اللَّه بها نفسه في كتابه مثل: {يَدُ اللَّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} ."
ثم يقول: يد اللَّه: قدرته. أو يقول: الاستواء: بالاستيلاء. أو يقول:"اللَّه في كل مكان لا يخلو منه مكان. فهل هذا كافر، أم لا؟"انتهى السؤال.
أجاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب:"إِنّ من اعتقد هذا الاعتقاد [فهو مبتدعٌ ضالٌ جاهلٌ] قد خالف العقيدة السلفية التي درج عليها النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وأصحابه، والتابعون لهم بإِحسان [كالأئمة الأربعة] . ومن اتبعهم من العلماء، وأما التفكير بذلك فلا يحكم بكفره، إِلا إِذا عُرف أن عقيدته هذه من العلماء، وأما التكفير بذلك فلا يحكم بكفره، إلا إذا عُرف أن عقيدته هذه مخالفة لما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه والتابعون لهم بإحسان)"
فأنت ترى أن الشيخ محمد رحمه اللَّه قد أبقى صفات اللَّه تعالى كما وردت. أي إِن لله يداً ولا نؤّلها، وإِن كانت لا تُشبه أيادي المخلوقين، وأنه استوى استواء حقيقياً بدون تشبيه، وهكذا في بقية الصفات. وأسند عدم تأويلها إِلى عقيدة الرسول صلى اللَّه عليه وسلم وأصحابه والتابعين؛ ومنهم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رضي اللَّه عنهم جميعاً. وحكم على من أوّلها (بالابتداع والضلال والجهل) ولكن هل الأمرُ كما ذكر؟ سنرى فيما بعد في بحث التأويل أن الرسول وأصحابه قد أوَّلوا كثيراً من الصفات، وبها يكون الحق مع أهل السنة والجماعة كما ستقف عليه إِن شاء اللَّه تعالى.
وجاء في كتاب العقائد [من الدّرر السنية في الأجوبة النجدية ص 14] قوله:"أُشهد اللَّه ومن حضر من الملائكة. وأُشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية من أهل السنّة والجماعة من الإِيمان باللَّه وملائكته وكتبه ورسله، والبعث بعد الموت. والإِيمان بالقدر خيره وشرّه. ومن الإِيمان باللَّه. الإِيمانُ بما وصف به"