فهرس الكتاب
الصفحة 17 من 332

نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى اللَّه عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، بل أعتقدّ أن اللَّه سبحانه وتعالى. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فلا أُنفي عنه ما وصف به نفسه، ولا أحرّف الكلم عن مواضعه. ولا ألحد في أسمائه وآياته. ولا أُكيّف. ولا أمثّل صفاته تعالى بصفات خلقه. لأنه تعالى لا سميّ له، ولا كفء له، ولا ندّ له. ولا يقاس بخلقه، فإِنه سبحانه أعلَم بنفسه وبغيره. وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً، فنزّه نفسه عمّا وصف به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل. وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل فقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أهـ.

وهكذا ترى أن الشيخ رحمه اللَّه ينفي عن نفسه صفات التشبيه لله تعالى، ووافق بذلك العقيدة السلفية الحقة. وقد أكد عقيدته هذه نجلُه الشيخ سليمان بن عبد اللَّه بن محمد عبد الوهاب في كتابه (التوضيح عن توحيد الخلاّق في جواب أهل العراق ص 43) بقوله:"فهو تعالى لا تحلّه الحوادث، ولا يحلّ في حادث، ولا ينحصر فيه، فمن اعتقد، أو قال إِن اللَّه بذاته في كل مكان، أو في مكان فكافر، بل يجب الجزم بأنه تعالى بائن من خلقه، مستوٍ على عرشه من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل، فاللَّه تعالى كان ولا مكان، ثم خلق المكان وهو تعالى كما كان قبل خلق المكان، ولا يعرف بالحواس، ولا يقاس بالناس، ولا مدخل في ذاته وصفاته، وأفعاله للقياس. لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، فهو الغني عن كل شيء، ولا يستغنى عنه شيء، ولا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء فمن شبّهه بمخلوق فقد كفر"أهـ.

وإليك الآن بعض ما جاء في كتب الحشوية الحنبليّة:

-جاء في كتاب مسائل وفتاوى للشيخ حمد بن ناصر بن معمر [ص 560 إلى 562] من القسم الثالث من الجزء الأول من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام