وعلمه بما في السموات العُلى كعلمه بما في الأرض السفلى، وعلمه بكل شيء، لا تُحيره الأصوات، ولا تشغله اللغات، سميع للأصوات المختلفة بلا جوارح له مؤتلفه، مدبّر بصير عالم بالأمور حيٌّ قيوم، سبحانه كلّم موسى تكليماً بلا جوارح، ولا أدوات ولا شفة ولا لهوات، سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات، من زعم أن إِلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود، ومن ذكر أن الأماكن به تُحيط، لزمه الحيرة والتخليط، بل هو المحيط بكل مكان، فإن كنت صادقاً أيُّها المتكلِّف لوصف الرحمن بخلاف التنزيل والبرهان، فصف لي جبريل وميكائيل، واسرافيل، هيهات. أتعجز عن صفة مخلوقٍ مثلك، وتصف الخالق المعبود! وما تُدرك صفة رثّ الهيئة، والأدوات، فكيف من لم تأخذه سنة ولا نوم؟ إِله في الأراضي والسموات، وما بينهما وهو رب العرش العظيم )) اهـ
جاء في البخاري، في كتاب التوحيد، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عيسى بن طهمان، قال سمعت أنس بن مالك رضي اللَّه عنه يقول:"نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش وأطعم عليها"أي على وليمتها"يومئذ خبزاً ولحماً وكانت تفتخر على نساء النبي صلى اللَّه عليه وسلم وكانت تقول إِن اللَّه أنكحني في السماء"أي حيث قال تعالى: {زَوَّجْنَاكَهَا} ، قال القسطلاني شارخ البخاري:"وذاتُ اللَّه تعالى منزهة عن المكان والجهة". فالمراد بقولها:"في السماء"الإِشارة إِلى علوّ الذات والصفات، وليس ذلك باعتبار أن محله تعالى في السماء، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )) اهـ
الإمام النووي وحديث الجارية"اللَّه في السماء"
قال الإمام النووي: في (شرح مسلم جـ 3 ص 190) عند الكلام على حديث الجارية كما في مسند أحمد"هذا الحديث من أحاديث الصفات، فيها مذهبان:"