بلا كيف، ويشار إليه بالأصابع، فأين نفي التشبيه؟ نفي التشبيه حينما نقول: استوى أمره، وفي السماء سلطانه، وحينئذ لا يمكننا أن نشير إليه، وقعت الإشارة فتكون إلى مستقر ملكوته، وأغرب عجائب مخلوقاته.
{وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج: 65] .
لا أن تكون إشارة إلى الجهة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )) .
وقد تعدم معنا قول علي رضي الله عنه وفيه: (( سميع للأصوات المخلفة بلا جوارح، ولا أدوات ولا شفة ولا لهوات، سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات، من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود، ومن قال إن(الأماكن به تحيط) لزمه الحيرة والتخليط، بل هو المحيط بكل مكان )). اهـ. أي: بعلمه.
وتقدم قول جعفر الصادق رضي الله عنه كما في كتاب شرح الوصية (( التوحيد ثلاثة أحرف، أن تعرف أنه ليس من شيء ولا في شيء، ولا على شيء لأن من وصفه بأنه مخلوق فيكفر، ومن قال إنه في شيء، فقد وصفه بأنه محدث فيكفر، ومن قال على شيء فقد رصفه بأنه محتاج محمول فيكفر ) ). اهـ.
عرف السلفيون في عدة رسائل منها رسالة رقم (1) وعنوانها [القضايا الكلية للاعتقاد في الكتاب والسنة] تأليف عبد الرحمن عبد الخالق. جاء (في ص 5) أولا: تعريف وتاريخ [السلفية] .
نشأ هذا العريف [السلفية] بعد أن ظهر الانحراف في فهم عقيدة الإسلام، وذلك بعد ترجمة الفلسفة اليونانية، حيث ظهر بسبب ذلك تأويل كلام الله، وصرفه عن ظاهره، ومعناه صرفا بعيدا، ويومها انقسم المسلمون في مسائل العقيدة (الإيمان) إلى قسمين:
آ= (السلفيون) وهم الذين قالوا: نؤمن بما آمن به المسلمون الأوائل أحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. فهم سلفنا الصالح، وما آمن به أئمة الدين