وليه آدم وعدوه إبليس، فيبطل ما ذكره من تفضيله عليه لبطلان معنى التخصص، فلم بيق إلا أن يحملا على صفتين تعلقتا بآدم تشريفا له دون خلق إبليس، تعلق القدرة بالمقدور، لا من طريق المباشرة، ولا من حيث المماسة، ولا كذلك تعلقت بما روينا في الأخبار من خط التوراة، وغرس الكرمة لأهل الجنة، وغير ذلك، تعلق الصفة بمقتضاها )) . اهـ.
لذا كان لا بد من صرف اللفظ عن ظاهره لدليل يدل على التأويل، وهذا ما سلكه ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، وقد حرم أهل العلم من أهل السنة والجماعة أن يشير التشهد بسبابته إلى المساء لدفع إيهام الجهة لله تعالى. وقد أفاد كلام ابن تيمية أنه أسند جواز الإشارة الحسية إلى الله تعالى عن الصحابة الكرام، والتابعين، وأئمة الهدى، لأنهم لم يمنعوا من ذلك، معلوم بديهة أنه لا يشار بالأصبع إلا إلى المحسوسات، ودعوى أن الرسول كان يشير بأصبعه إلى السماء في حجة الوداع ويقول: (( اللهم أشهد ) )هذا خلاف المدعى، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يشير إلى السماء وأنتم تقولون بجواز الإشارة إلى الله تعالى ذاته لا إلى السماء كما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شيء فيها لأن السماء قبلة الدعاء.
قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي قالا: أنا أبو العباس [هوالأصم] نا الحسن بن علي بن عفان، نا الحسن يعني ابن عطيق عن يعقوب القمي، عن جعفر بن المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اليهود والنصارى وصفوا الرب عز وجل، فانزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] .
ثم بين للناس عظمته فقال:
{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67] .
فجعل وصفهم ذلك شركا )) . اهـ.
إذا فما بالك بمن يقول: استقر الله على العرش بلا كيف، وهو في السماء