العرش استوى من غير أن يكون له حاجة، واستقرار عليه وهو حافظ العرش. وغير العرش من غير احتياج. فلو كان محتاجاً لما قَدِرَ على إِِيجاد العالم وتدبيره. كالمخلوقين. ولو كان محتاجاً إِلى الجلوس، والقرار فقبل خلق العرش أين كان تعالى اللَّه عن ذلك علوّاً كبيراً". أهـ."
لقد أثبت لنا الإِمام في كلامه هذا أن اللَّه تعالى منزّه عن الجلوس، والقرار والمكان، والزّمان، وهو خلق الكل من غير احتياج إِليه. هذه عقيدة السلف والخلف، الإصدار 2.01 - لابن خليفة عليوي
وجاء في شرح كتاب الوصية. وعن جعفر الصادق رضي اللَّه عنه أنه قال:"التوحيدُ ثلاثةُ أحرفٍ، أن تعرفَ أنه ليس من شيءٍ، ولا في شيءٍ، ولا على شيءٍ، لأنه من وصفَهُ أنه من شيءٍ فقد وصفهُ بأنه مخلوقٌ فيكفرُ، ومن قال: إِنه في شيءٍ. فقد وصفه بأنه مُحدَثٌ فيكفرُ. ومن قال على شيءٍ فقد وصفهُ بأنه محتاجٌ محمولٌ فيكفر"أهـ.
وقال أبو حنيفة رضي اللَّه عنه: في كتابه [الفقه الأكبر ص 16] "ومن قال لا أعرف اللَّه أفي السماء أم في الأرض فقد كفر". أهـ.
وقد فسر كلامه هذا أبو منصور الماتُريدي بقوله:"لأنه بهذا القول يُوهم أن يكون له مكانٌ، فكان مشركاً. قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ."
فإِن قال أقول: بهذه الآية، ولكن لا أدري أين العرش في السماء، أم في الأرض، فقد كفر أيضاً. وهذا يرجع إلى المعنى الأول في الحقيقة، لأنه إِذا قال: لا أدري أن العرش في السماء أم في الأرض. فكأنه قال: لا أدري إِن اللَّه تعالى في السماء أم في الأرض". أهـ."