ولا يحل في حادث، ولا ينحصر فيه، فمن اعتقد، أو قال: إِن اللَّه بذاته في كل مكان، أو في مكان فكافر، بل يجب الجزم بأنه تعالى بائن من خلقه، مستو على عرشه، من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تمثيل. فاللَّه تعالى كان ولا مكان، ثم خلق المكان، وهو تعالى كما كان قبل خلق المكان، ولا يعرف بالحواس، ولا يقاس بالناس، ولا مدخل في ذاته، وصفاته، وأفعاله للقياس، لم يتخذ صاحبة، ولا ولداً، فهو الغني عن كل شيء، ولا يستغني عنه شيء، ولا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء، فمن شبهه بمخلوق فقد كفر"أهـ."
(قلتُ) وما أدري بعد هذا ما يقوله الشيخ [م. ن. د] وتلميذه [م. ن. ت] الّذين أثبتا الفوقيه لله تعالى، وهو فوق عرشه بذاته؟ مخالفْين بذلك جميع المسلمين سلفاً وخلفاً، وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل.
قال الشيخ سليمان: في كتابه [التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق. وتذكرة أولي الألباب، في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 43] "وهو تعالى قائل، ومتكلم بكلام قديم ذاتيّ وجوديّ غير مخلوق، ولا محدث، ولا حادث بلا تشبيه، ولا تمثيل، ولا تكييف يسمعه، منه أهل الجنّة في الجنّة إِذا دخلوها"أهـ.
(رأي علماء أهل السنة والجماعة في هذه المسألة)
الإمام أبو حنيفة رضي اللَّه عنه وصفة الاستواء
قال رضي اللَّه عنه في كتابه [الوصية ص 10] :"ونقرّ بأن اللَّه تعالى على"