فهرس الكتاب
الصفحة 118 من 332

فيها فصر الصلاة، وأن مخاطبة من بعثه الله رحمة للعالمين شرك، وإن إبقاء قبر النبي صلى الله عليه وسلم في (المسجد الشريف) بدعة مذمومة (ما سمعنا بهذا) لا في كتب الأولين، ولا الآخرين، ثم من هم العلماء الذين اختلفوا في قصر الصلاة في زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن هم الذين قالوا إنها معصية؟ نريد أن تذكروا أسمائهم، وفي أي كتاب يوجد فيه كلامهم، كيف يقع منهم ذلك وقد قام إجماع المسلمين على أن زيارته صلى الله عليه وسلم قربة عظيمة، وسنة كريمة مستحبة وما ذكرته في كتابي هذا من أقوال أهل السنة والجماعة فيها كاف في مشروعتها لمن كان للحق منصفا، وللباطل مخالفا، ولأهل السنة والجماعة متبعا.

(بيان ما هي عقيدة أهل السنة والجماعة)

من الممكن أن أجمل عقيدة أهل السنة والجماعة على النحو التالي: (( إنا تومن بالله سبحانه تعالى بأنه موجود بذاته، وصفاته إلا أنه ليس كالشياء المخلوقة ذاتا وصفة وفعلا، كما ينبئ قوله تعالى:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]

والدليل على ذلك أنه كان حادثا كان مثلها وهو باطل، ونؤمن بانه سبحانه وتعالى قائم بنفسه، بمعنى أنه تعالى لا يحتاج إلى مكان مطلقا، لثبوت غنائه عن كل شيء وكل ما سواه مفتقر إليه، والدليل على ذلك أنه لو لم يكن كذلك لاحتاج إلى محل، أو مخصص، ولو احتاج إلى محل، أو مخصص لكان موصوفا بالجسمية، والعرض، وهو محال لوجوب اتصافه بصفات الكمال، ولو احتاج إلى مخصص يوجده، بأن كان معدوما ثم أوجده لكان حادثا، وهو باطل، ونوجب له العلم بجميع الأشياء كلياتها وجزئياتها، ويعلم جميع ما كان وما سيكون إجمالا وتفصيلا @

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام