فهرس الكتاب
الصفحة 119 من 332

ويعلم سبحانه وتعالى أن هذا التراب هو تراب فلان وجسمه وإن امتزج وذري في الهواء، ويمع الله تعالى يوم القيامة كل جسم على الأصل الذي مات عليه، من غير امتزاج مع جسم آخر، وبالجملة يجب له تعالى جميع صفات الكمال. ويستحيل عليه جمع صفات النقصان، ونؤمن بأنه تعالى هو القاهر فوق عباده فوقية لا نعلم حقيقتها وإنما هي وقية كما تليق بجلاله، وتباين فوقية المخلوقين، من كافة أوجهها ونؤمن بأنه تعالى معنا أينما كنا معية لا تشبيه معية المخلوقين، معية علمية والأسلم لا علم كيفيتها إلا هو سبحانه وتعالى، وهي كما تليق بذاته جل جلاله، ونؤمن بأنه تعالى ينزل في كل ليلة إلى سماء الدنيا نزولا نكل علمه إليه وحده، وهو كما يليق بذاته تعالى، ونؤمن بأنه تعالى يجيء يوم القيامة مجيئا لا يعلم كيفيته إلا هو منزها عن صفات التجسيم، وهو كما يليق به جلت ذاته وصفاته وأفعاله أن تشبه شيئا من مخلوقاته، ونؤمن بأنه تعالى إله في السموات والأرض، وليس له جهة تحده مطلقا، يعلم سرنا وجهرنا، منزه تعالى عن الظرفية والتشبيه والتكييف، ونؤمن بجميع ما الله تعالى لنفسه من صفات المال من غير تشبيه ولا تكييف فهي على مراده ومراد رسول الله صلى الله عليه وسام، ونؤمن بمطلق عدل الله تعالى في الدنيا والآخرة، لا معقب لحكمه، يفعل ما يشاء، ولا راد افضله، ونؤمن بالقضاء والقدر كله خيره وشره من الله تعالى، يتصرف في مخلو قاته حسب علمه وارادته، لا نملك لأنفسنا نفعا ولا ضرا، تصرفا لا لحاجة، وإنما بمحض لطفه ورحمته، يعز من يشاء ويذل من يشاء، بمحض اقتضاء حكمه، يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذكور، ويخلق من يشاء عقيما دلالة على وجوده وتصرفه في مخلوقاته، ونؤمن بأنه ذو الجلال والإكرام، قبيل أن يخلق الخلق، والزمان والمكان، وهو جل جلاله لا يزال كما كان: (( تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام ) ).

ونؤمن بأنه تعالى أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وأنه خلق من جملة خلقه ملائكة كراما لهم أعمال مختلفة:

(( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ) (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام