هذه هي مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة، أقدمها للإخوة السلفين ليكونوا على بصيرة مما يدين به اسواد الأعظم من أهل السنة والجماعة إلا من شذ، وقال بالجهة أو الظرفية لهوى متبع، أو لدليل واه استعصى عليه سبره، وفهمه، فشذ عنهم بقولته تلك، وتعلمون من أغني بذلك (إنهم الحشوية المتحنبلة المجسمة) الذين حاربوا المسلمين كما في أنباء عام (320 و 560 هـ) وغير ذلك في بغداد وغيرها لحمل الناس على عقيدة أن الله سيجلس نبيه محمدا صلى الله عليه وسمل على الكرسي معه يوم القيامة، وذلك الجلوس هو (المقام المحمود) الذي وعد الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ولا نذهب بعيدا فقد (قرأت) في كتب سافية حديثة ذكر فيها مثل هذا منها على سبيل المثال [كتاب الصواعق المرسلة الشهابية ص 6] لمؤلفه الشيخ (سليمان بن سمحان) إذ اقل الرجل: (( ومن أعظم ما خص الله به نبيه من الفضائل المقام المحمود الذي يغبطه به النبيون، قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله على قوله:
{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] . قال: يقعده معه على العرش )) . اهـ.
ويقال هنا: (أولا) : لقد افترى الرجل على أبي جعفر بن جرير بإسناد القول إليه، وإنما ذكر الرجل في تفسيره (( بأن أكثر العلماء يقولون، المقام المحمود هو الشفاعة، وأرد أحاديث فيها. وقال: وقال آخرون هو أن يقعده معه على العرش. وذكر من قاله بقوله: (( حدثنا عباد بن بعقوب الأسدي. قال ثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد: قال: (( يجله معه على عرشه ) ). ثم أورد أقولا ثلاثة. وقال: (( ما قاله مجاهد غير مدفوع صحته ) )هذا ما قاله ابن جرير الطبري،