وقد ضل في هذه المسألة طوائف عديدة، وجبس الإمام أحمد من أجل أنه امتنع أن يقول إنه مخلوق ... وقد كان السلف متفقين على أن كلام الله تعالى غير مخلوق، وأنه تعالى لم يزل متكلما إذا شاء، وأن الكلام صفة له قائمة بذاته، وهو يتكلم بصوت يسمع، وأن نوع الكلام قديم، وإن لم يكن الصوت المعنى قديما، وعلى هذا مضى السلف وأهل الحديث وسائر الأئمة المهتدين )) ثم أخذ يبرهم للناس على أن الله متكلم، وكلامه حسن إلا أنه هدم كل ما بناه بجملة واحدة، وهي كما في (ص 184) (( والحق أن الله تكلم بحرف وصوت ) )اهـ.
وقد أكد هذا القول أبناء الشيخ، وحمد بن ناصر في كتاب الدرر السنية (في المجلد الأول جـ 3 ص 10) والتحقيق هو أن الله تكلم بالحروف كما يليق بجلاله الخ ... )) اهـ.
كما صرح به إمام السلفية في البلاد الشامية. (م. ن. د) ألم تعلموا يا إخواننا أن هذا خروج عما أجمع عليه أهل والجماعة/ وعلى أنكم قلتم بمذهب المعتزلة، والكرامية. وإذا لم تصدقوا فهذه هي أٌقوال أهل السنة والجماعة.
جاء قول الجرجاني في (المواقف جـ 8 ص 92) : عند التحدث على صفة الكلام لله تعالى: (( ثم قال لحنابلة: كلامه حرف وصوت، يقومان بذاته، وأنه قديم، وقد بالغوا فيه حتى قال بعضهم جهلا الجلد والغلاف قديمان ) )فضلا عن المصحف (( وهذا باطل بالضرورة فإن حصول كل حرف أول فلا يكون قديما ) )أي وكذا يكون للحرف الآخر انقضاء، فلا يكون قديما بل حادثا فكذا المجموع المركب منهما، أي من الحروف التي لها أول وهو الكلام فيكون حادثا لا قديما. والكرامية وافقوا الحنابلة في أن كلامه حروف وأصوات، وسلموا أنها حادثة لكنهم زعموا أنها قائمة بذاته تعالى لتجويزهم قيام الحوادث به )) تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا