القسم الرابع:
قسم يؤمن بالقرآن-عقائد وأدلة-ولكنه يستعين بالأدلة العقلية بجوار الأدلة القرآنية يقصد بذلك الأشاعرة )) . اهـ. ثم خط لنفسه منهجا أوضحه في هذا البحث.
جاء تقريره هذا في (الحموية الكبرى في مجموعة الرسائل الكبرى ص 419) يقول: (( إن مذهب السلف هو اثبات كل ما جاء في القرآن الكريم، والسنة من صفات وأسماء وأخبار وأحوال، فالله تعالى يقول:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] يقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) } [الإخلاص: 1 - 4] ويقول: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [التحريم: 2] ، {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] ، {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54] ، {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم: 4] ، {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107] ، {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: 14 - 16] ، {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد: 3] ... {لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ} [غافر: 10] الخ ...
ما ذكره من آيات ثم قال: (( ولصواب ما عليه أئمة الهدى، وهو أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسول، لا يتجاوز القرآن والحديث، ويتبع في ذلك سبيل السلف الماضيين، أهل العلم والإيمان والمعاني المفهومة من الكتاب والسنة، لا ترد بالشبهات، فيكون من باب تحريف الكلم عن مواضعه ولا يعرض عنها، فيكون من باب الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا، ولا يترك تدبر القرآن، فيكون من باب الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني ) )ثم قال: (( ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل، فلا يمثلون صفات الله تعالى بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذاته بذوات خلقه، ولا ينفون عنه ما وصف به